2025-09-24 05:54:23
يواجه النادي الأفريقي التونسي، أحد أعرق الأندية العربية، أزمة وجودية هي الأسوأ في تاريخه الممتد قرناً من الزمن. حيث تتوالى العقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسبب تراكم الديون وتعثر سداد المستحقات للاعبين والمدربين السابقين.
وصلت حدة الأزمة ذروتها بخصم ست نقاط من رصيد الفريق في الدوري التونسي، وهي ضربة قاسية للفريق الذي يحمل لقب “فريق الشعب”. جاءت هذه العقوبة بعد فشل النادي في تسديد ديون بلغت قيمتها أكثر من نصف مليون دولار للاعب إبراهيم الشنيحي وناديه السابق مولودية العملة الجزائري.
الأزمة المالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات سنوات من سوء الإدارة، حيث بلغ عدد القضايا المرفوعة ضد النادي 43 قضية أمام فيفا. الوضع دفع الجماهير الغاضبة إلى التجمهر أمام مقر النادي وملعب التمارين، مما استدعى تدخل قوات الأمن لتفريق المحتجين.
سيف الصباغ، أحد أبرز مشجعي النادي، يصف الوضع بأنه “وصمة عار في تاريخ النادي العريق”، مشيراً إلى أن سياسة التفرقة والإدارة السيئة تهدد بانهيار أحد أهم الرموز الرياضية في تونس.
من جانبه، برأى خليل محجوب، عضو مجلس الإدارة الحالي، الإدارة الحالية من المسؤولية، معتبراً أنهم ورثوا “نادياً مدججاً بالمشاكل ومحاصرا بالديون التي تسببت فيها الإدارة السابقة برئاسة سليم الرياحي بين 2012 و2018”.
في المقابل، يرى فهمي العميري، عضو مجلس الإدارة السابق، أن “المسؤولية جماعية” وأن الحل يحتاج إلى تضافر جهود جميع الأطراف، داعياً إلى مصارحة الجماهير بحقيقة الوضع وجمع شمل عائلة النادي.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، دعى الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى عقد اجتماع طارئ لبحث سبل إنقاذ النادي من الانهيار، خاصة مع تداول أنباء عن تهديد فيفا بإنزاله إلى الدرجة الثانية إذا استمرت الأزمة بدون حلول جذرية.
تبقى الأسئلة معلقة: هل سيتمكن النادي الأفريقي من تجاوز هذه الأزمة؟ وكيف يمكن إنقاذ أحد أهم الأندية العربية من مصير مجهول يهدد وجوده بعد قرن من الإنجازات والألقاب؟
